نشرة شهر يوليو 2025

في هذا العدد من نشرة مساحات:

١. تفاقم الأزمة الانسانية في مدينة الفاشر.
٢. تحالف السودان التأسيسي "تأسيس": تشكيل مجلس رئاسي برئاسة "حميدتي" وحكومة برئاسة عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي.
٣. قطار عودة السودانيين ينطلق من القاهرة برعاية "منظومة الصناعات الدفاعية".

٤. القبض على الراقصة المصرية الايطالية Linda Martino واتهامها بنشر محتوى خادش للحياء.
٥. الاتحاد الأوروبي يقترب من اعتماد أول حقنة نصف سنوية للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب.

٦. كتاب This queer Arab Family وما يمثله من نقلة في الادب الكويري العربي.

٧. حملة القبض على صانعات المحتوى تتوسع.

تفاقم الأزمة الإنسانية بمدينة الفاشر

صورة ارشيفية

أطلقت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر ومجلس تنسيق غرف الطوارئ بشمال دارفور نداءات إنسانية عاجلة، محذرين من انهيار كامل في الأوضاع المعيشية والصحية داخل مدينة الفاشر المحاصَرة منذ مايو 2024. مع توقف أغلب المطابخ المجتمعية ونفاد الموارد، أصبح السكان يواجهون الجوع والعزلة والقصف المستمر، وسط غياب كامل للاستجابة الحكومية. وقد وصلت معدلات انعدام الغذاء الأساسية إلى 88%، وسُجّلت بالفعل حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، في وقت تتدهور فيه الأوضاع الصحية بسرعة مع تفشي الكوليرا والملاريا وإغلاق العشرات من المرافق الطبية. مما دفع الكثيرين للخروج على منصات التواصل الاجتماعي مطالبين العالم بالاتفات لم~ساة الشعب السوداني والمجاعة المتفاقمة في الفاشر.

في ظل هذه الكارثة، تواجه المجتمعات المهمشة مخاطر مضاعفة، نظرًا لوضعها الهش أصلاً وغياب أي حماية قانونية أو شبكات دعم آمنة. يُحرم أفراد هذه المجتمعات في كثير من الأحيان من الوصول العادل إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، ويواجهون تمييزًا أو تهديدًا بالعنف في بيئة تغيب عنها آليات الاستجابة الشاملة. ويؤكد ناشطون أن الأزمة الإنسانية المتصاعدة تتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا يضمن عدم تهميش الفئات الأكثر ضعفًا، ويدعو أبناء الولاية في الخارج إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تحالف السودان التأسيسي "تأسيس": تشكيل مجلس رئاسي برئاسة "حميدتي" وحكومة برئاسة عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي

تحالف السودان التأسيسي "تأسيس": تشكيل مجلس رئاسي  برئاسة "حميدتي" وحكومة برئاسة عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي

محمد حمدان دقلو “حميدتي”

في خطوة تنذر بتكريس الانقسام السياسي وتعميق الأزمة المركبة في السودان، أعلن تحالف "تأسيس" يوم السبت عن تشكيل مجلس رئاسي وحكومة انتقالية، مُعيِّنًا قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، رئيسًا للمجلس، وعضو مجلس السيادة السابق، محمد حسن التعايشي، رئيسًا للحكومة. جاء الإعلان من مدينة نيالا، بعد ساعات فقط من قصف جوي نفذه الجيش السوداني على المدينة نفسها، التي تُعدّ المقر الرئيسي للحكومة الجديدة.

تضم التشكيلة الجديدة شخصيات من النخبة السياسية والعسكرية، من بينها عبد العزيز الحلو كنائب للرئيس، إلى جانب الطاهر حجر والهادي إدريس، في خطوة تُعيد إنتاج التحالفات العسكرية على حساب المسار المدني الديمقراطي. وكما في التجارب الانتقالية السابقة، يبدو أن هذه المبادرة تفتقر إلى التمثيل الشعبي الحقيقي، وتعكس حالة من الانفصال التام عن مطالب السودانيين والسودانيات في العدالة والمحاسبة والتحول الجذري.

وما يبعث على القلق العميق هو تشكيل حكومتين في السودان، كلتاهما متورطة في دماء الشعب السوداني قبل الثورة وخلالها وبعدها، والتنافس القائم بينهما الذي إما أن ينتهي بانتصار عسكري لإحداهما، أو بانقسام طويل الأمد يهدد وحدة السودان ويؤثر على جميع فئات المجتمع، خاصة الأقليات الإثنية والدينية، وهي فئات تواجه مستويات مضاعفة من التهميش والعنف البنيوي، وتُحرم حتى من الحد الأدنى من الاعتراف في ترتيبات الحكم والمصالحة.

إن تجاهل هذه المجتمعات في السياقات السياسية الجديدة لا يعبّر فقط عن استمرارية لنهج الإقصاء، بل يشكّل امتدادًا لعقود من الإنكار المؤسساتي للعنف القائم على الهوية. كما أن تغييبهم عن صلب مشروعات الانتقال والتحول، التي تبادر بها أطراف مسلحة مدعومة خارجيًا وملطخة أياديها بدماء المدنيين، يفقد هذه المشاريع أي شكل من أشكال المصداقية، ويكشف عن فشلها في بناء سودان عادل وشامل لجميع مواطنيه ومواطناته، بغض النظر عن هوياتهم الجندرية أو الجنسية.

إن أي مشروع سياسي لا يضع الكرامة الإنسانية والعدالة المتقاطعة في مركزه، هو مشروع هش وعاجز عن تحقيق سلام حقيقي أو مستقبل ديمقراطي متساوٍ.

قطار عودة السودانيين ينطلق من القاهرة برعاية "منظومة الصناعات الدفاعية"

قطار عودة السودانيين ينطلق من القاهرة برعاية "منظومة الصناعات الدفاعية"

صورة ارشيفية

في خطوة تعكس المساعي المتواصلة للجيش السوداني لإعادة تشكيل المشهد السكاني والسياسي بما يخدم أجندته، أعلنت القوات المسلحة السودانية عن تنظيم رحلة قطار من القاهرة إلى معبر أرقين لنقل نحو ألف سوداني، ضمن المرحلة الثانية من مبادرة "راجعين" التي أطلقتها منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش. الرحلة، التي وُصفت بأنها "طوعية"، تمول بالكامل من قبل المؤسسة العسكرية، وتأتي بعد إعلان الجيش عن "استعادة" السيطرة على الخرطوم، في محاولة لتوجيه دفة النزوح والعودة بما يتماشى مع رؤيته لإعادة الإعمار.

إلا أن هذا الإطار الإنساني الظاهري يخفي في طياته سياسة إعادة إنتاج السيطرة العسكرية على المجال المدني، وسط غياب الضمانات الأساسية للكرامة والعدالة الاجتماعية، وهو ما أكده عدد من العائدين الذين أبلغوا عن نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الماء، الكهرباء، والرعاية الصحية.

في هذا السياق، لا يمكن تجاهل الأثر العميق لمثل هذه السياسات على مجتمعات التعددية الجنسية والجندرية، التي لطالما كانت مستبعدة من أي خطابات وطنية شاملة، سواء في فترات السلم أو النزاع.

غياب أي إشارات او نوايا إلى حماية هذه المجتمعات أو ضمان سلامتها في إطار مبادرات العودة، يكشف عن استمرار تهميشها البنيوي، بل ويزيد من المخاوف حول تعرضها لمزيد من المخاطر في مناطق تهيمن عليها قوى عسكرية معادية لوجودها.

إن اختزال العودة في بعدها اللوجستي دون معالجة الأسس العادلة والجامعة لإعادة الإعمار، يعيد إنتاج الإقصاء والعنف بصور جديدة.

إن بناء مستقبل سودان ديمقراطي حقيقي يتطلب الاعتراف الكامل بحقوق كل الفئات المهمشة، بما في ذلك مجتمعات التعددية الجندرية والجنسية، وتوفير بيئة آمنة وشاملة تحفظ كرامتها وتضمن مشاركتها الفعلية في رسم ملامح الوطن

القبض على الراقصة المصرية الايطالية Linda Martino واتهامها بنشر محتوى خادش للحياء

القبض على الراقصة المصرية الايطالية Linda Martino واتهامها بنشر محتوى خادش للحياء

ليندا مارتينو

ألقت الأجهزة الأمنية في مصر القبض على الراقصة "ليندا"، ووجّهت لها جهات التحقيق تهمًا بنشر محتوى يخلّ بالحياء العام، والتعدّي على القيم الأسرية في مصر.

جاء ذلك على خلفية مقاطع نشرتها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرتها الجهات الأمنية ذات "إيحاءات خادشة"، حيث ظهرت خلالها بملابس "مثيرة"، مع تركيز على "الإغراء والتحريض على الرذيلة"، وفقًا لتعبير جهات التحقيق.

تأتي هذه الواقعة في سياق متواصل من ملاحقة النيابة العامة المصرية لصانعات المحتوى، استنادًا إلى طبيعة ما يُقدّمنه على منصات التواصل الاجتماعي. وقد بدأت هذه الحملات منذ عام 2021 بما عُرف إعلاميًا بـ"قضايا فتيات تيك توك"، وتتسع منذ ذلك الحين دائرة الاستهداف.

تُبرر هذه الحملات ضمن إطار توسّع النيابة العامة في تمكين المواطنين من تقديم شكاوى مباشرة؛ إذ أطلقت النيابة في ديسمبر 2024 رقمًا موحدًا عبر تطبيق واتساب لتلقّي البلاغات، وذلك بعد تأسيس وحدة للرصد الإلكتروني في 2019، لمتابعة ما وصفته بـ"التجاوزات" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تُمثل شكلاً من أشكال تمكين المواطنين للّجوء إلى الوسائل القانونية لحماية حقوقهم، فإن أغلب القضايا التي تعاملت معها وحدة الرصد تمحورت حول "فتيات تيك توك"، مما يثير تساؤلات حول التوسّع في استخدام مواد قانون الجرائم الإلكترونية المرتبطة بـ"تهديد قيم الأسرة"، ومدى استخدام هذا الإطار القانوني في تكريس الملاحقة الأمنية لصانعات المحتوى، بما يمثّله ذلك من ضبط وتحكم في أجساد النساء، ومعاقبتهن على ممارستهن لحقهن في التعبير من خلال أدوات فنية وتعبيرية مثل الرقص أو التمثيل.

الاتحاد الأوروبي يقترب من اعتماد أول حقنة نصف سنوية للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب

"ليناكابافير" (Lenacapavir)

صورة ارشيفية

أوصت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) بالموافقة على عقار "ليناكابافير" (Lenacapavir) — المعروف تجاريًا باسم Yeytuo — كأول دواء يُحقن مرتين فقط في السنة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

تأتي هذه التوصية بعد نتائج سريرية أظهرت فعالية تجاوزت 99.9% في منع الإصابة بالفيروس.

وكان العقار قد حصل على موافقة سابقة في الولايات المتحدة تحت الاسم التجاري Yeztugo، ويُنتظر أن تعتمد المفوضية الأوروبية القرار رسميًا خلال الأسابيع المقبلة، ما سيسمح بتداوله في جميع دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى النرويج وآيسلندا وليختنشتاين.

وفي حال إقراره رسميًا، سيكون Yeytuo أول خيار وقائي طويل المفعول ضد فيروس نقص المناعة المكتسب في أوروبا، ما يمثّل تحولًا كبيرًا في أدوات الوقاية العامة، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للخطر.

وتُعد هذه الخطوة بارقة أمل كبيرة في الحد من انتشار فيروس نقص المناعة، خصوصًا في دول الجنوب العالمي، التي سجّلت ما يصل إلى 1.3 مليون إصابة جديدة خلال عام 2024.

كتاب This queer Arab Family وما يمثله من نقلة في الادب الكويري العربي

This family Is Queer

اعلان الكتاب

أعلنت دار النشر البريطانية Saqi Books عن إطلاق مختارات أدبية بعنوان "هذه العائلة الكويرية"، يضمّ الكتاب قصصًا لعشر كاتبات وكتّاب من أصول عربية يتناولون مفهوم العائلة في مجتمعات وثقافات تُقصي الأفراد الكويريين/ات من الأطر التقليدية ومن الأسرة.

تأتي هذه المجموعة القصصية بتحرير الكاتب الفلسطيني-اللبناني-الأسترالي إلياس جهشان، ومن المقرّر صدور النسخة الورقية والإلكترونية في 18 سبتمبر 2025.

وقد وصفت المراجعات الأولية الكتاب بأنه إضافة مهمة للأدب العربي الكويري، لما يتضمّنه من أصوات متنوعة وتناول صادق ومباشر لتجارب المهمشين/ات داخل البنى الاجتماعية السائدة.

حملة القبض على صانعات المحتوى تتوسع

سوزي الاردنية

سوزي الاردنية إحدى صانعات المحتوى الموقوفات

في أواخر يوليو 2025، بدأت وزارة الداخلية حملة موسعة لاستهداف صُنّاع وصانعات المحتوى على منصة تيك توك. بدأت الحملة بتصريحات نقيب المهن التمثيلية الذي هاجم مؤثري تيك توك قائلاً: "التمثيل ليس مهنة مفتوحة للجميع، ولن يُسمح للمنتجين باستقدام مؤثّرين دون حصولهم على تصاريح، وإلا ستُفرض غرامة تصل إلى مليون جنيه"، مضيفًا: "إحنا ما روحناش درسنا وقضينا عمرنا في المهنة عشان نسيبها لمشاهير التيك توك".

أعقبت ذلك حملة اعتقالات بدأت بالمؤثرة المعروفة باسم "سوزي الأردنية"، التي وُجهت إليها تهم تتعلق بنشر محتوى "مخل بالآداب العامة" والتعدي على "قيم الأسرة المصرية"، وهي نفس الاتهامات التي وُجهت إلى أخريات. كما تم القبض على كلٍّ من "أم سجدة" و"أم مكة"، ووجّهت إليهما اتهامات باستخدام لغة "فجّة" تتعارض مع قيم المجتمع، بالإضافة إلى شبهات حول مصادر دخلهن.

وتُعدّ هذه الحملة الممنهجة ضد صانعات محتوى من فئات اجتماعية أقل دخلًا، تعبيرًا واضحًا عن تقاطعات مركبة بين السلطة الأبوية والطبقية، والتي تُسهم في تشكيل السياسة العامة، بما في ذلك فرض السيطرة على أجساد النساء وأموالهن ومساحات ظهورهن وفرصهن في الصعود الاجتماعي.

Media Mesahat