الكويرية وما بعد الاستعمار


في سياقات مجتمعات التعددية الجنسية والجندرية التقاطعية موقف مبدئي يعالج هذا المقال موقفًا من الأحداث الراهنة، ويقدم معالجة نظرية للمواقف المركبة باستخدام النظرية الكويرية ونظرية ما بعد الاستعمار.

نناقش مشاركة الاستعمار في عمليات القسر المعياري للمجتمعات المستعمرة خلال إنشاء الدولة التي تقر النساء والرجال كما تعرّفهم وتلغي أشكال الوجود الاجتماعي الأخرى من الوجود الرسمي والنسيج الاجتماعي التي كانت تتوفر بدرجات مختلفة، نُسائل الإرث الجنساني للاستعمار ومساهمته في عمليات إعادة التشكيل الاجتماعي، وأثر ذلك على التشكيلات الكويرية الاجتماعي المتحققة بالفعل من قبل مجيء الاستعمار؟

خلال تحقيق الوجود الكويري مرة أخرى في مجتمعات ما بعد استعمارية كيف تمت عولمة النظرة تجاه المجتمعات الكويرية وتوحيد الافتراضات بخصوصها؟

صاحب الأحداث الاستعمارية الوحشية الأخيرة في فلسطين إنتاج وفرض لتوقعات تتعلق بمواقف الأفراد والمجتمعات الكويرية، توقعات تفترض فيهمن انفصال عن سياقاتهمن لصالح ارتباط أكبر لجهات ومجتمعات "تقبلهمن" وتلغي أي تعقيد في تركيب هوياتهمن، لو كان هذا الافتراض صادرًا كدين عن قبول مجتمعات التعددية الجنسية والجندرية فالقبول ليس رشوة تقتضي الولاء.

المجتمعات الكويرية هي الأجدر بفهم هياكل قمعها، للتشكيلات الاجتماعية والسياسية في محيطها، تأثيرات سلطتها وقمعها تقع عليها بالفعل مما يمنحها الحق في إنتاج مواقفها المستنيرة منها. 

اليوم مع المقاومة دفاعًا عن حق الحياة وحق المواطنة، غدًا مقاومة أخرى ضد المقاومة، تمتلك المجتمعات الكويرية السعة والتعقيد لإنتاج مواقف مركبّة تعبّر عنها، تصف أين تقف وتحمل الأحلام والتصورات والخطط للبنى الاجتماعية والسياسية الماثلة أمامنا وتستخدم الرفض والتعايش مع والقبول المشروط والمقاطعة والمحاربة والعديد من المواقف والعديد من الأدوات بتقديراتها المستقلة، المجتمعات الكويرية ليست بانتظار تصويب لمواقفها أو دعم مشروط، تفهم شرطها وتعمل خلاله وترفض "رجعيته" و"تحديثه" الاستعماري بنفس القدر.
في معالجة مسائل الوطنية والقومية و المواطنة وإلحاح سؤال الانتماء أستدعي اليوم للتحليل والفهم النظرية الكويرية ونظرية ما بعد الاستعمار.

النظرية الكويرية هي كل مجهودات التنظير والدراسة للتطورات البنائية للجنس والجنسانية خارج الإطار الرسمي لها المعرّف بالمغايرة الجنسية. 

ما بعد الاستعمارية هي المجهودات التي تعالج التبعات البشرية لاستغلال السكان الأصليين في الأراضي المستعمرة، من تحليل الفنون والأدب إلى الدراسة الأكاديمية لثقافة الاستعمار.

تقف الكويرية وما بعد الاستعمارية أمام الدولة وهي ترسم حدود المواطنة، تدفع ما بعد الاستعمارية بمسائل العبودية والقمع والإرث الاستعماري وتضيف الكويرية أن تقف الدولة على مسافة واحدة من الجندر والجنس والمعيارية.
من قبل الاستعمار، المجتمعات الكويرية موجودة بالفعل، من قبل إنشاء بعض الدول في المنطقة، هنالك أفراد ومجموعات ومؤسسات كويرية تقوم بإصدار مواقفها مما بجري الآن، وبالعموم بصورية واضحة ودورية، ولا شيء يبرر تجاهل ذلك  سوى افتراض ماثل بالفعل أن الكويرية مفهوم غربي، هذا التوكيد في هذا التوقيت يضرب مزيداً من العزلة والعبء الاجتماعي والسياسي على مجموعات غير مهيمنة بالفعل.
هنا تستعير الكويرية من ما بعد الاستعمارية تفسير يقول أن القوى الاستعمارية تتبنى "الجوهرية" كفكرة اجتماعية لتعاطي تركيب المجتمعات، باستخدام منطق أن الشيء إما هذا أو ذاك، المُستعمِر أو المُستعمَر، الحديث أو الرجعي، بررت هذه النظرية قمع الأجساد والعقول للمجموعات غير المهيمنة عبر النظر إليها بالعدسة الاجتماعية للاستعمار، لم يكن الأمر يومًا إمّا هذا أو ذاك، لا جوهر، لا ثنائيات، المستعمَرون ليسوا رجالا ونساء فقط، الجنسانية ليست أحادية، إنها نسيج بالغ التعقيد للرغبات والقوى والمجتمعات.


اقرأ أكثر:

Mesahat Foundation