آدم

Teacher+FS+copy.jpg

اتحمست جداً لما أخويا قاللي إني هاتكلم في حاجة زي كده، لأني على طول بالعب دور الشخص اللي بيحاول يوعّي الناس اللي همّا نوعاً ما ضد الموضوع.

 الموضوع بالنسبالي بدأ لما قعدت أفكّر في فكرة العنصرية في الأول خالص أصلاً، تجاه لو انت مولود مثلاً بلون مختلف، لو انت مولود في بيئة مختلفة، لو انت مولود في أي حاجة انت أصلاً مش بإيدك اختارتها؛ وانت بتتولد مكلمتش ربنا قولتله ربنا خليني فلان، دي حاجه مش بإيدك. لو مثلاً اتولدت واحدة حلوة جداً، دي حاجه بتسهّلك الدنيا والناس بتهتم بيك، وهي معملتش حاجة عشان تكون بهذا الشكل... ليه إحنا في المجتمع بنمجّد الناس لحاجة معملوش فيها حاجة، وفي نفس الوقت بنلوم الناس على حاجات هما معملوش فيها حاجة. دي كانت الأساس اللي كنت باني بيه أفكاري من الأول خالص، هل لونك أو دينك أو أي حاجة من الحاجات في إيدك على الأقل في الأول؟ وبعدين الموضوع بدأ يتطوّر بالنسبالي، وبقيت باكره سكة العنصرية.

بدأت أحتكّ، واحدة صديقتي كانت أول احتكاك خالص، كانت بدأت تحكيلي إنها مثلية وكان معنديش مشكلة مع الموضوع، مش مأساة يعني؛ ولما قعدت أفكر في الموضوع وقعدت هي تحكيلي، غالباً الموضوع بس مجموعة من الظروف أو مجموعة من الحاجات النفسية حصلت للشخص في الأول... الظروف وصّلت الشخص ده إنه هو ممكن يبقي حابب يعمل كده مع نفس الجنس، وكان بالنسبالي يعني إيه المشكلة. ممكن الناس النقاش عندها يكون إن ده مش الطبيعي، بس هو إيه الطبيعي؟... الطبيعي طبيعي عشان كلنا أو معظم الناس كده يعني، بس فيه ناس موجودة مش كده؛ وعشان المجتمع رافض الفكرة أوي، هو رافض أصلاً إنه يتقبّل إنهم موجودين، أو يتكلّم عليهم... بتمحيهم أكتر!

 عشان أكون صريح بردو، أول ما عرفت إن أخويا مثلي كانت حاجة غريبة شوية، يعني لما يكون الموضوع من ناس حواليك عادي بيبقى ماشي، بس لما يكون حد قريب منك أوي بردو الموضوع ممكن يجز شوية... وبعدين قلت لنفسي إيه المشكلة في حاجة زي كده، دي حاجة شخصية جداً بالنسباله، دي حاجه أنا اصلاً معنديش مشكلة فيها خالص. لما أخويا كلمني في الموضوع بدأت أتعمّق أكتر، والتقبُّل بقى أكتر بكتير.

في البداية كنت حاسس مكس من الحاجات دي: إني مش قادر أتخيّله كده، وإن الموضوع تابو مش هننكر ده. كان الموضوع صادم شوية، مش هاقول كنت سعيد، الموضوع خد شويه وقت؛ قعدت شوية حلوين عشان أتقبّل الموضوع وكنا شبه مبنتكلمش أنا وأخويا، ودي حاجة كانت مضايقاني جداً. باعرف في الطبيعي أعرّص ماشي مع الأشخاص اللي حواليَّ، بس مابعرفش أمثّل واعمل ده لو حد قريب مني، ومش حابب أعمل كده. بس بعدين بدأت أفكّر في الموضوع، ولما بدأت أتوسّع شوية وأنضج أكتر بدأت أتفهّم الموضوع أكتر، بدأ الموضوع يبقي مختلف وانا كده كده فيّ التقبّل ده من بدري، طب ما أتقبّل بردو الشخص اللي قريب مني وأدعمه على قد ما أقدر. بمجرد ما قابلت حاجة زي كده المفروض تتكلّم مع الشخص تشوف حاسس بإيه، هي مش حاجة سهلة خالص وده اللي باقوله للناس، المثلي عدّى بخرا كتير أوي عشان يوصل لمرحلة إنه يقدر أصلاً يتكلم معاك، فانت مش لازم تصعّبها عليه. ده اللي كنت باحاول أعمله مع أخويا ببساطة "عادي اتكلم براحتك خالص، وأنا هاتقبّل أي حاجة زي ما قلتلك".

أنا شخصياً بادافع عن المبدأ نفسه دايماً وهو موجود أو مش موجود، وباحاول الناس اللي هاجيبهم البيت أبقى عارف إنهم نوعاً ما ممكن يكون عندهم تقبّل لحاجة زي كده شوية، عشان مايحسش إنه غريب أو مقهور وهو في بيته. مش كل أصحابي هيكونوا متقبّلين لده، بس الناس اللي عارف إنهم هييجوا كتير وعارف إنهم هيحتكوا بيه لازم أكون اتناقشت معاهم قبل كده وعارف وجهه نظرهم في حاجة زي كده، ومش لازم أقولهم... دي حاجة خاصة بيه أساساً.

بنيت معرفتي في الموضوع على فيديوهات، أنا باحبّ أعرف الحاجات من خلال القصص أكتر، أحب إني أشوف قصص واقعية، باحب أتفرج على فيديوهات للحاجات دي، ناس مثلاً منفتحين حوالين جنسانيتهم، لما إحنا نكون مختلفين أوي إيه اللى ممكن يحصل، وأختار الوسط بالنسبالي بعد كده. أنا معنديش أي مشكلة في إنك تكون جسدياً راجل وانت متخيّل نفسك تبقى ست، وأحد أحلامي إني أشارك في عرض دراج كوين، شايف إنها حاجه مميزة فشخ؛ أنا مقتنع أصلاً إن كل إنسان جواه الاتنين، بس المجتمع بيخلّيك توصل لحاجة وتثبت عليها..

أول ما باتكلم في الموضوع ده وأبيّن إني داعم أو متقبّل شوية كان الافتراض اللي بيوصل دايماً للناس إني مثلي، وانا معنديش مشكله يقولوا عليَّ حاجة زي كده في سبيل إني أوصّل الفكرة مش أكتر، لأن أنا شخصياً لبسي وشكلي والحاجات دي كلها بتبيّن إني مختلف أو مثلي، وبالنسبالي مش فارق؛ مثلاً جت فترة في الجامعة كنت بالبس برنيطة معيّنة، جه مرة واحد يقولي "فاكس تلبس البرنيطة دي عشان الناس بتقول عليك إنك خول"، قلتله "إيه المشكلة يا عم أنا خول". فيه ناس بردو بتحس إنك هتتناقش معاهم على الفاضي، وانا من نوعية الناس ممكن أبقى عارف الحاجة الصح بس مكسّل أقولها، عشان غالباً عارف إن اللي قدامي مش هيتقبّلها. ممكن بردو أقول إني باواجه حاجة قريّبة من العنصرة دي شوية عشان أنا ملحد، فمتعوّد على ده كتير ونفسي الناس يبقي عندهم هذا التقبّل.

كمعيد في الكلية، أي حد بيسخر أو يتنمر بافشخه الصراحة! لدرجة إنه ييجي يتأسفلي بعديها، وأفهّمه إيه اللي عمله غلط سواءً موقف عادي أو مع حد مثلي، عشان أنا ماقبلش أبداً حاجة زي كده. مش باتكلم بس على التريقة والتنمّر على الموضوع ده، باتكلم حتى عالتريقة والتنمّر عالشكل أو حتى مستوى الذكاء.

في النهاية ممكن أقول للمجتمع إنهم يطلعوا برة الصندوق، والقيود اللي المجتمع نفسه بانيها، وحاول تبصّ من برة شوية... يعني لو قلتلك إن فيه حيوانات بتتولد بميول مثلية، إيه رد فعلك؟ لو قتلك إن الشخص ده مش بإيده إنه يختار حاجة زي كده، وبيعاني كل ده في حياته عشان يمارس حاجة بالنسبالك سهلة وطبيعيّة جداً، إيه هيكون شعورك؟ ممكن تحطّ نفسك مكانه بس مش أكتر، وبعدها فكّر زي ما انت عايز. فُكّ كل القيود الدينيّة والفكريّة والمجتمعيّة، وابدأ فكّر من غير حاجة من دول، وبعدين شوف الموضوع هيبقي عامل إزاي... كإنسان، مش كمسلم مش كمسيحي مش كيهودي مش كملحد، غير كإنك إنسان، روح موجودة في هذا الكون.


قصص أكتر

Mesahat Foundation