نور

عندي تحدي مع المجتمع والناس، لأن لحد دلوقتي فيه ناس حواليّ مش داعمة، وفيه ناس بتنتقدني لكوني داعمة. وعندي اعتقاد إن ناس كتير عندها قبول تجاه مجتمع الميم لما يكون فيه شخص منه قريب ليهم، وشفت أمثلة كتيرة لده.

عندي تحدي مع المجتمع والناس، لأن لحد دلوقتي فيه ناس حواليّ مش داعمة، وفيه ناس بتنتقدني لكوني داعمة. وعندي اعتقاد إن ناس كتير عندها قبول تجاه مجتمع الميم لما يكون فيه شخص منه قريب ليهم، وشفت أمثلة كتيرة لده.

أول لما عرفت كنت مخضوضة والموضوع بالنسبالي كان تقيل مش عشان تجربة إني عرفت، لكن عشان الشخص ده كان اتوفّى، كان عارف إني عارفة بس عمرنا ما اتكلمنا بشكل شخصي عن ميوله. فانا أخدت عهد بيني وبين نفسي إني أتقبّل كل الناس. كنت مخضوضة في الأول مش هاكدب، لحد ما بقيت أقرا وأسمع عنه وأسمع قصص كتير من ناس مختلفة، وبدأت أفهمهم وأفهم رغباتهم وكل حاجة جواهم. وده خلاني أتقبّل كل الناس بكل الاختلافات مش بس التوجّهات الجنسية المختلفة، ومن ساعتها باتقبل إن كل حد يبقى نفسه، وإني عليَّ إني أسمعهم، لأن كل حد عنده قصة وكل حد عنده تجربة مختلفة وكل حد عنده مشاعر وحاجات عاوز يقولها ومش عارف يطلّعها لحد دلوقتي؛ لأنهم مش برة الخزانة، برغم صعوبة العيش في بلد زي مصر، فهو أصعب كون الشخص مثلي هنا. فقلت لنفسي إني مش هابقى الشخص اللي بيدفع الناس إنهم يكونوا حاجة غير حقيقتهم، لأ انا عاوزة الشخص يبقى على راحته معايا، ويطلّع كل اللي جواه عشان مش هابقى أنا والبلد عليه بصراحة يعني.

قعدت أقرا أبحاث ومقالات عن التوجّهات الجنسية، وكنت عاوزة أعرف أكتر عن المناقشات الدينية حواليها بس قررت إن مليش دعوة بالدين خالص وهاحطه على جنب، وكان بالنسبالي غريب لأني واحدة من الناس اللي متحفظة شوية، بس لما قرّرت أطلّع على جنب الحتة دي عرفت من الحاجات اللي قريتها إن ده مش مرض، ومش مُطالب من حد العلاج.

أنا عامةً لما باقول للناس إني بادعم مجتمع الميم بالنسبالهم الموضوع ده كارثة، ولو قلت ده قصاد أهلي في البيت ده كارثة أكبر! مش حاجة مقبولة بالنسبالهم خالص، فهو بالنسبالي لحد النهارده تحدي، وفيه ناس بتستخدم ألفاظ مسيئة لوصف مجتمع الميم قدامي بيها. لكن مواجهتش تحديات من أفراد مجتمع الميم ذات نفسهم، بالعكس كل ما باروح شغل الأفراد القريبة مني فيه بيبقوا منهم، لأني بادعمهم وبادّيهم الحرية إنهم يبقوا على طبيعتهم وهما معايا، ومساحة يحكّولي فيها عن قصصهم ومشاعرهم، وأوقات كنت باسمع حاجات شخصية جداً من جانبهم، كنت باسمع عن حياتهم الجنسية... الموضوع بالنسبالي كان في الأول اللي هو إيه ده؟ أنا مكنتش فاهمة فيه إيه؟ بس بعد كده مابقاش الموضوع تحدي بالنسبالي خالص، وقدرت أفهم إن طبيعي زي ما عندي قصص وحياة جنسية هما كمان عندهم ده.

في شغلي القديم حد من الأفراد القريبين مني جداً كان مثلي، وكان كل المكتب أفراد محافظة ومغايرة، وكان بالنسبالهم وجوده مش محبّب، أنا كنت باتخانق مع المكتب كله لأن بالرغم من إنه مكنش برة الخزانة بس كان واضح ليهم إنه مثلي، وفضلوا ينتقدوه طول الوقت وهو مكنش بيتكلم ويرد، بس أنا كنت باتكلّم وبارُدّ وباتخانق وأقولهم عيب ومش مقبول، وأوضّحلهم إن ده زي إنّنا نتريق على شخص لكونه مختلف في الجسم أو اللون؛ بس الناس كانت شايفة إن كون شخص مختلف في الجسم واللون دي حاجة، والتوجّه الجنسي دي حاجة. كنت حاسة إني مسؤولة إني أوضّح صورة إن حتى لو انت مش متقبل الشخص ده حقك، بس مش من حقك تحكم أو تعامل حد وحش، حاولت على الأقل أوصّل النقطة دي... أنا مش هاحاول أقنعك إنك تتقبّلهم، بس على الأقل ماتعاملهمش بشكل وحش أو مُهين قدام المكتب كله. في النهاية بسبب إني كنت في مستوى إداري في الشركة فأي حد كان بيعلّق تعليقات مش مقبولة كنت باخصم منهم فلوس، لأن التعليقات غير المقبولة تنمّر، ومحدش فاهم إن كلمة ممكن توجع بني آدم وتخليه مش حاسس بالأمان باقي حياته في حاجات كتير، انت أذيت حد ووجعته، ممكن يبقى عنده ميول انتحارية بسبب حاجة زي دي.

فى شغلي الجديد، عندنا أكتر من حد مثلي بس بيئة الشغل أكثر تقبّلاً، كل الناس بتتقبّلهم حتى المديرين الكبار متقبلين جداً، وأنا باعتبر أشخاص منهم أصدقاء مقرّبين ليَّ عامةً، وخليت صاحبي يقابلهم وحبهم جداً من غير حتى ما أعرّفه إنهم مثليين.  

عاوزة أقول للناس شيلوا الحتة الدينية من دماغكو خالص، للأسف أنا لحد دلوقتي ماقريتش أوي بخصوص التوجّهات الجنسية دينياً فماقدرش أفيد الناس في الحتة دي؛ بس كل اللي أقدر أقوله إنهم بني آدمين... اسمع قصصهم، واسمعهم، وإنهم مش مرضى. وللناس اللي شايفين الموضوع موضة، مفيش حد بيقرّر مثلي أو مغاير، هو ربنا خلقنا كده. فيا جماعة تاني اسمعوا الأشخاص وقصصهم، لأني لما عملت ده فهمت أكتر.


قصص أكتر

Media Mesahat