يحيى

yehya.png

قبل ما يبقى ليَّ تجربة مع حد من مجتمع الميم بشكل شخصي كان عندي فكرة إني أبقى متقبّل أي شخص مش بيؤذيني في أي حاجة، مش أتقبله بمعنى إني كل شوية أدعمه على قد ما أتقبّل وجوده في حياتي، إنه جزء من المجتمع؛ الكلام ده كان كله في دماغي.

أول تجربة ليَّ كانت فعلاً وقت تجربة، لما ده حصل حصل مع شخص قريب، صاحبي جداً، جه حكالي عنه.. أنا اتفاجئت في الأول لمدة ثانيتين، وبعد كده حسيت إن أنا مش محتاج أدعم الشخص اللي قدامي لأنه هو نفسه صاحبي، مفيش حاجة اتغيرت، مابذلتش أي مجهود علشان أتقبله، حسيت إنه هو هو بالظبط؛ بالعكس بقيت فاتحله مساحة زيادة في علاقتنا إنه يشارك الحاجات اللي ممكن ماتبقاش آمنة إنه يشاركها مع أي حد، مكنتش شايفها حاجة زيادة إني أعملها، كنت شايف إني باعمل العادي.

كل ما كان بيشارك معايا تفاصيل من تجربته أكتر أو يحكيلي عن تجاربه كنت بابقى مبسوط من ده، وإنه بيشاركني جزء هو مش بيعرف يشاركه مع ناس تانية كتير، فكنت مبسوط إني ممكن أكون مساحة آمنة ليه، وإنه قادر يشاركني ده بشكل كويس. ومع الوقت ده بنشارك حاجات أكتر وعلاقتنا بتتطوّر أكتر، فده خلانا على قد ما كنا قريبين، بنقرّب أكتر وعلاقتنا اتحسنت كتير. كنت باحس أحياناً وجودنا في الشارع بيمنعه هو يحكيلي حاجة، كنت باحس إنه شيء مش لطيف إن الناس مش هاتتقبّل ده، شيء مش لطيف ليه وليَّ لأني أنا مش مهتم برأي الناس على قد ما كنت باحس إنه ممكن يبقى متضرّر من ده.

كل ما كان بيشارك معايا تفاصيل من تجربته أكتر أو يحكيلي عن تجاربه كنت بابقى مبسوط من ده، وإنه بيشاركني جزء هو مش بيعرف يشاركه مع ناس تانية كتير، فكنت مبسوط إني ممكن أكون مساحة آمنة ليه، وإنه قادر يشاركني ده بشكل كويس. ومع الوقت ده بنشارك حاجات أكتر وعلاقتنا بتتطوّر أكتر، فده خلانا على قد ما كنا قريبين، بنقرّب أكتر وعلاقتنا اتحسنت كتير. كنت باحس أحياناً وجودنا في الشارع بيمنعه هو يحكيلي حاجة، كنت باحس إنه شيء مش لطيف إن الناس مش هاتتقبّل ده، شيء مش لطيف ليه وليَّ لأني أنا مش مهتم برأي الناس على قد ما كنت باحس إنه ممكن يبقى متضرّر من ده.

لو اتكلمت في نقطة زي دي في حياتي في أي دايرة مش بيتقبلوا ده، بيشوفوا إزاي تعمل ده والناس دي غلط، وبيستشهدوا بأي حاجة تقولّي إن ده غلط ومينفعش يحصل. ومرة حطيت الرينبو على البروفايل بتاعي  إطار على صورتي الشخصية، واتخانقت مع ماما واتطردت من البيت بسبب ده. بعد كده بقيت لما باجي أتناقش مع حد باحاول أوصّله وجهة نظري، إنك لو معرفتش تتقبّل الشخص ده لكونه هذا الشخص فانت حر، بس أنا شايف إنك كده شخص متأخر. كوني شخص بيدعم وبيتقبل ده بيعرّضني لحاجات سخيفة، خصوصاً لما باتكلم مع حد في الموضوع.

إن الشخص يبقى مش متقبل حد من مجتمع الميم، فهو مش متقبّلني، هو معندهوش فكرة التقبُّل، إنه يشوف إن كل شخص حر. ولو هو شايف من الجانب الديني إنها حاجة غلط، فتمام اعمل ده لنفسك، بس غلط إنك تفرض على حد حاجة، ممكن يبقى مش من دينك من الأساس أو ليه علاقة بيك. من أهم الحاجات في حياتي هي التقبل وفكرة إننا كلنا جزء من المجتمع، والمجتمع أصلاً مش هيحصل فيه أي حاجة غير لما كلنا نتقبّل وجود بعض عادي، ومنستغربش من وجود حد وسطنا لأن كلنا عاديين، لو فيه حد مختلف فكلنا مختلفين، أنا مختلف بالنسباله وهو مختلف بالنسبة لحد تاني...

أنا دايماً لما باقعد مع حد أعرفه أو حد عشوائي ضد مجتمع الميم، لو قدرت أخرّج الشخص برة نقطة الدين باحاول أتكلم معاه في إن الأشخاص دول مش مؤذيين بالنسبالك في حاجة، هو ماجاش فرض نفسه عليك، ماجاش اتحرش بيك، حاول تتقبل ده. حاول تتقبل إننا في مجتمع فيه كل الطوائف وكل حاجة بتحصل، وانت في مكان تاني هتتقبل ده غصب عنك. أنا مش باقولك بقى تتقبل ده غصب عنك، أنا مش باقولك غير إنك تفكّر بس، تقبّل وجود الشخص المختلف ده في الحياة بغض النظر عن اللي بيعمله؛ لو انت شايف إن اللي بيعمله غلط، متتقبلش الغلط، بس تقبّل فكرة إن الشخص حر يغلط. مش دايماً بانجح في الوقت ده، أحياناً باوصل لحارة سد عادي، بس عادي مش مشكلة، أنا شايف إن الموضوع ده معتمد على الوقت... يعني لو حد برة الخزانة لأهله وقرايبه ممكن ميتقبلهوش في الأول، بس ممكن بعد كده يتقبلوه، بعد وقتٍ ما ده هيحصل.

مش دايماً كون الشخص من مجتمع الميم ده يخلّيه العامل السائد على شخصيته، على قد ما شخصيته في الأصل كبني آدم هي اللي بتأثر عليه وبتأثر على كونه في المجتمع ده عامل إزاي؛ ففيه أشخاص في العادي هما أشخاص كويسة وبتحترم مساحتك، ده كونهم من مجتمع الميم أو براه. كمان باشوف إن الأشخاص جوة مجتمع الميم عندهم فرص أكتر وأحسن إنهم يحسّنوا سلوكهم، لأنهم في مجتمع بيحتّم عليهم تقبّل الناس.

وجودي وسط دواير مجتمع الميم أثّر عليَّ بالإيجاب بإن فيه حاجات أنا مكنتش أعرفها قبل كده، مكنتش أعرف يعني إيه شخص نون بيناري (لامنتمي للثنائية الجندرية)، معرفش يعني إيه سيز جندر، معرفش أي حاجة تانية؛ عرفت إن "إيه ده الإنسان عنده فرصة مش بس يكتشف نفسه، ده كمان عنده فرصة يكتشف جسمه أكتر، يكتشف أنا مين وجسمي عامل إزاي؟ وكبني آدم عامل إزاي؟" ودي حاجات كويسة. بخصوص التأثير السلبي، أنا ماباتضايقش غير من نقطة واحدة، إن الناس جوة مجتمع الميم بتأثّر على بعض بالسلب، أنا شايف إن الطبيعي إن أفراد مجتمع الميم مايبقوش منعزلين، لازم يبقى ليهم جزء من حياتهم بينخرطوا بيه في المجتمع وداير برة مجتمع الميم، ويحاولوا يتكلموا مع أصحابهم ويدّوهم فرصة إنهم يتقبّلوهم. لكن من كتر ما هما بيبقوا خايفين، وأنا عاذرهم في ده، مش بيحاولوا يكوّنوا دواير برة، مش بيختبروا الناس هتتقبلهم ولا لا. فانا شايف إن مش لازم الأشخاص اللي هتتقبلك تبقى من مجتمع الميم بس، لا عادي فيه ناس تانية كتير.


قصص أكتر

Mesahat Foundation