ليزا سمير تكتب: المنطقة الرّماديّة من الجنسانيّة


هناك الكثير من التّشتّت الّذي يحوم حول ماهية "ازدواجيّة الميول الجنسية" بالضّبط؛ الكثيرون غير قادرين على فهم أنّ الميول الجنسيّة هي طيفٌ من الألوان، والبعض عدائيّون نحو الأفراد مزدوجي الميول الجنسيّة لأنّهم لا يفهمون هذا. مزدوج تعني اثنين، والّذي يعني أنّ مزدوجي الميول الجنسيّة ينجذبون لجندرين فقط، الرّجال السيز، والنّساء السّيز. ولكن، ازدواجيّة الميول الجنسيّة هي أكثر من هذا بكثير، والمبدأ تطوّر. هناك الكثير من الخرافات والصّور النّمطيّة الّتي تحيط بازدواجيّة الميول الجنسيّة، وأغلبُها خاطئٌ ومؤذي.

فهمُنا للجندر تطوّرَ، وكذلك ازدواجيّة الميول الجنسيّة

الثّورة الجندريّة كما تُوصَف، هي الفهم أنّ الجندر ليس إلّا أفكارًا مبنيّةً من قِبل المجتمع لما يكوّن امرأةً أو رجلًا. ولكن، خلال العقد الماضي تقريبًا، هذهِ الأفكار تمّ تحدّيها وتغيّرت تمامًا لفشلِها في احتواء الجميع.

"البانسيكشواليتي" هو مصطلح تمّ ابتداعُه من قِبل أشخاص يقعون في حبّ الآخرين بغضّ النّظر عن هويّتهم الجندريّة. على الصّعيد الآخر، خلافًا للمُعتقَد السّائد أنّ ازدواجيّة الميول الجنسيّة هي الانجذاب لجندرين فقط، أنا أعتقد أنّ مزدوجي الميول ينجذبون لأيّة جندرٍ على نطاق الطّيف. الأمر أنّه عندما تمّ استخدام مصطلح "مزدوج الميول الجنسيّة" لأوّل مرّة، فَهمُنا للجندر كان محدودًا، الجندر كان إمّا أبيض أو أسود، رجلًا أو امرأةً. التّقدُّم الّذي شهدناه في العقد السّابق غيّر كيفيّة رؤية النّاس لأنفسهِم،  ومصطلح "مزدوج الميول الجنسيّة" تطوّر معه.

مهما كان نوع العلاقة الّتي أنت فيها، هو لا يجعلك أقلّ انتماءً لميولك

مزدوجو الميول الجنسيّة غالبًا ما يتمّ التّقليل منهم عندما يكونون في علاقاتٍ مغايرة على أنّهم ليسوا جزءًا المجتمع الكويريّ، أو أنّهم ليسوا كويريّين بما يكفي، لأنّهم في علاقاتٍ تقليديّة ظاهرًا، أو يتمُّ الحكم عليهم أنّهم يستخدمون الآخرين للجنس فحسب.  نفسُ الأمر يحدث عندما يكونون في علاقاتٍ مع أفرادٍ من نفس الجنس، عادةً ما يتمّ التّنكيل بهم واعتبارهم جُبناء لأنّهم لا يريدون أن يقبلُوا أنفسَهم كمثليّين بالكامل. هذا السُّلوك متأثرٌ بالاعتقاد أنّ ازدواجيّة الميول الجنسيّة هي فقط محطّةٌ عابرةٌ للوصول لمدينة المثليّة. على سبيل المثال، أنا كإنسانةٍ تعرّفُ نفسها على أنّها مزدوجة الميول الجنسيّة وقد واعدَت نساءً أكثرَ من رجال، لطالما تمّ التّقليلُ مني حين أظهرتُ اهتمامًا برجال، ولطالما تمّ التّقليل من انجذابي للرّجال، والّذي جعلني أشعرُ بالعُزلة.

فقط لأنّ أحدهم مزدوج الميول الجنسيّة، احتمالُ خيانته ليس أعلى

هذهِ الصّورة النّمطيّة مريعة وتُضيف للوحدة والعُزلة؛ الخيانة تتعلّق بالأخلاق ولا علاقة لها بالميول الجنسيّة. هذا يعني، إن كان شخصٌ معيوبًا أخلاقيًّا فسوف يخون، سواءً كان مزدوج الميول الجنسيّة أو مثليًّا أو مغايرًا. احتماليّة اجتناب المجتمع الكويري للأُناس مزدوجِي الميول الجنسيّة أعلى، فقط بسبب هويّتهم؛ لطالما تمّ التّنكيل بي لكوني مزدوجة الميول الجنسيّة ورفضي بسببِ هويّتي، والّذي قادني لكبتِها لأمدٍ طويلٍ، لأنّني كنتُ أسعى لنَولِ القبُول. ولكن، قرّرتُ أن أغيّر آراء الآخرين في ازدواجيّة الميول الجنسيّة واخترتُ المرئيَّةَ لإزالةِ أيّة سوءِ فهمٍ وصورٍ نمطيّةٍ متعلّقةٍ بهذهِ الهويّة.

مزدوجُو الميول الجنسيّة مُبهمُون لمزدوجِي الميول الجنسيّة أنفسهم

مزدوجو الميول الجنسيّة ليسوا مفهومونَ كفايةً، فأنا واجهتُ صعوبةً في فهمِ نفسي وقبولِ حقيقةِ أنّني أنجذبُ للبشر بغضِّ النّظر عن أيِّ شيء. في البداية، اعتبرتُ الانجذابَ لنفسِ الجنسِ مرحلةً سأتخطَّاها قريبًا، ولكن عند وصولي لقبُولِ انجذابي لنفس الجنس بدأتُ بكبتِ انجذابي للجنسِ الآخر، وبذلتُ جهدًا كبيرًا في محاولةِ ضبطِ نفسي. فقط عندما فهمتُ أنّه بإمكاني الانجذابُ للكلّ، وليس عليَّ فقط الانجذاب لجندرٍ واحد، أصبحَ بإمكاني اعتناقُ انجذابي لأيّ وكلّ جندر.

عادةً ما يتمُّ وصفُ مزدوجي الميول الجنسيّة بالعُهر

لسوء الحظّ، الكثيرون يُوصَفون بالعُهر ويُنعَتون بالشّتائم بسبب ازدواجيّة ميولهم الجنسيّة. يُعتبَرون مُفرطي الجنسانيّة وفاسقين، وفقط يُعرّفون أنفسَهم بمُزدوجي الميول الجنسيّة ليُمارسوا الجنسَ مع أشخاصٍ مختلفين؛ هذا يُضيف للوصم المجتمعيّ والنّبذ الّذَين يعاني منهما الكثير منهم. مزدوجو الميول الجنسيّة، بشكلٍ متكرّرٍ، يعانُون من صحّةٍ أسوأ من أقرانهم من المجتمع الكويريّ بسبب عدم تلقِّيهِم للرّعاية الصّحّيّة المناسبة، بشكلٍ رئيسيٍّ بسبب هويّتهم.

مزدوجُو الميول الجنسيَّة شرعيُّون بالرّغم من أيّ ما قد يقولُه أحدُهم لمحاولةِ رسمِهم على أنّهم فقط يمرُّون بمرحلة. وبالرّغم من أنّ الكثيرين يرفضون تصنيف ازدواجيّة الميول الجنسيّة كميولٍ جنسيّةٍ حقّة، ولكنّ الكثيرون وصلوا لقبولِ أنّ الميول الجنسيّة طيفٌ واسعٌ، وهو ما يُشرّعُ ازدواجيّة الميول الجنسيّة كجزءٍ منه.


مقالات أكثر:

Mesahat Foundation